تغير هذه الايام اسم المركز الوطني للترجمة وأصبح اسمه معهد تونس للترجمة نتيجة لعمل علمي وثقافي دؤوب ساعد على تحويله إلى مؤسسة علمية وثقافية فاعلة وطنيا ودوليا. تغيير اسم المركز رافقته تغييرات جذرية على أنشطته. فبعد أن كان نشاطه يقتصر على الإشراف على ترجمة الكتب وإخراجها وطباعتها من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية ضمن سلاسل علمية وفلسفية ولغوية لسانية صارت أنشطة المعهد (معهد تونس للترجمة) تتفرع إلى فرعين.
في الفرع الاول سيتم الاهتمام بدراسات الترجمة وللمعهد مشاريع ضخمة لعل أبرزها ترجمة دائرة المعارف الإسلامية إلى اللغة العربية وكذلك انجاز شراكة مع مؤسسة مؤمنون بلا حدود لإعادة نشر منشورات المركز سابقا المعهد حاليا. وكذلك الاستعداد لافتتاح أول فضاء بيع متخصص في بيع الكتب المترجمة وكل ما يتعلق بالترجمة من منشورات (المجلات والدوريات والبرمجيات…) وقد وقع الاتفاق مع دور نشر تونسية في انتظار اتفاقيات مع دور نشر عربية ودولية.
اما الفرع الثاني فسيهتم بالتكوين ومن اجل ذلك سيبعث معهد للتكوين يمكن الدارسين من حصول على دبلوم متخصص في الترجمة وهذا المعهد مفتوح للمتحصلين على الإجازة في مختلف الاختصاصات ويمكن الدارسين من الاختيار بين دبلوم متخصص في الترجمة التحريرية أو دبلوم في الترجمة الفورية ويشرف على التكوين نخبة من ألمع الأساتذة الجامعيين التونسيين وللمعهد شراكة مع جامعة تونس ومعهد الترجمة بباريس(ESIT de paris lص) نخبة من ألمع أساتذة الجامعة التونسية مثل محمد محجوب وعبد الفتاح ابراهم مع الاستئناس بتجربة معهد الترجمة بباريس.
أما الدبلوم الذي سيتحصل عليه الذين سيلتحقون بالمعهد فسيمكن طالبي الشغل من آفاق هامة في ظل تعاظم الحاجة إلى المترجمين وطنيا ودوليا مع التحولات الاقتصادية والعلمية التي عرفها العالم في العشريتين الأخيرتين فالمنظمات الدولية من الأمم المتحدة واليونسكو إلى منظمة الصحة الدولية ومنظمات الإغاثة والبنوك الدولية باتت في حاجة ماسة إلى المترجمين والمترجمين الفوريين ومن ذلك ما ذكره خبراء من أن منظمة الأمم المتحدة ستزداد حاجتها الى المترجمين في السنوات القليلة القادمة بمعدل الثلث.
كما أن الندوات والتظاهرات التي تقام في كل مكان تمثل فضاء لاستيعاب هؤلاء الخريجين دون الحديث عن الحاجة المتعاظمة بفعل التزايد الكبير لوسائل الإعلام وما يمثله ذلك من آفاق عمل للشباب الحاصلين على هذا الدبلوم وأيضا العمل في مجالات السياحة والتجارة والخدمات.
