لأول مرّة تونس تفوز بـ«جائزة الشيخ حمد للترجمة»: الدكتور محمود طرشونة في المركز الأوّل

«إن الأثر غير المترجم يعتبر نصف منشور». وإن كانت الترجمة نافذة مفتوحة على ثقافات الشعوب وجسرا للتواصل بين اللغات والحضارات…

فإن من أهداف «جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي» إغناء المكتبة العربية بأعمال مهمة من ثقافات العالم وآدابه وفنونه وعلومه، وإثراء التراث العالمي بإبداعات الثقافة العربية والإسلامية. وقد تم الإعلان في الساعات الأخيرة عن هوية الفائزين بهذه الجائزة لينال المترجم التونسي محمود طرشونة المركز الأوّل في فئة الترجمة من الفرنسية إلى العربية عن ترجمته كتابيّ «اليمن السعيد» و«اليمن الإسلامي» لراضي دغفوس.

بعد أن فاز، مؤخرا، الدكتور حمادي صمّود بــ«جائزة العويس الثقافية» في مجال الدراسات والنقد رفرف علم تونس مرة أخرى في سماء المحافل الدولية بعد أن أحرز الدكتور محمود طرشونة على «جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي» لسنة 2017.

تتويج عن ترجمة كتابي «اليمن السعيد» و»اليمن الإسلامي» 
أعلنت «جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي»، أسماء الفائزين في دورتها الثالثة، في حفل أقيم مساء أول أمس في الدوحة. وتنقسم الجائزة إلى فئتين:
«جائزة الترجمة» وتضم أربعة فروع و»جائزة الإنجاز» وتضم عشرة فروع وتبلغ القيمة الإجمالية لها 2 مليون دولار. وقد تأسست جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في الدوحة سنة 2015، وهي جائزة عالمية يشرف عليها مجلس أمناء، ولجنة تسيير، ولجان تحكيم مستقلة.
وفي فئة الترجمة من الفرنسية إلى العربية ذهب المركز الأول للدكتور محمود طرشونة عن ترجمته كتابيّ «اليمن السعيد» و»اليمن الإسلامي» لراضي دغفوس. كما فاز بالمركز ذاته جان ماجد جبور عن ترجمته «زمن المذلولين» لبرتران بديع.

وعن المركز الوطني للتّرجمة صدر كتاب «اليمن السعيد من بلقيس إلى علي» ترجمة محمود طرشونة، مراجعة فوزي محفوظ للمؤرخ راضي دغفوس.
ويتناول الكتاب تاريخ اليمن منذ البدايات مع بلقيس ملكة سبأ في القرن الخامس قبل الميلاد وبتأسيس دولة يمنية قوية وموحّدة تمكنت من بناء حضارة عريقة وحياة اقتصادية واجتماعية وثقافية راقية. ثمّ دخل القطر في صراع مع قوى خارجية، بعضها جاء غازيا طمعا في خيرات اليمن السعيد ، وبعضها الآخر باسم الدين المسيحي. وبعد الفتح الإسلامي ظهرت قضايا أخرى كالردّة وحركات التمرّد والعصيان والمشاركة في الفتنة الكبرى بين العلويين والأمويّين إلى أن انفردت بعض الممالك بالحكم. وهو ما كان موضوع المجلد الثاني بعنوان»»اليمن الإسلامي: من معاوية إلى المأمون».

الجائزة «نافذة مفتوحة على عبقرية الشعوب»
شهد حفل الإعلان عن هوّية المتوّجين بمختلف فروع «جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي» إلقاء الدكتور محمود طرشونة كلمة بالمناسبة نيابة عن المترجمين والباحثين الفائزين. وفي هذا السياق قال الأديب والناقد محمود طرشونة: «نحن نرى أن جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي نافذة مفتوحة على عبقرية الشعوب، وخاصة على نخبها المثقفة وأفكارها ومواقفها… ولأن هذه النخبة اختارت القلم سلاحها الوحيد لنشر السلام والتفاهم والمعرفة مكان الرصاص والبنادق والمدافع. فالمثقف بطبعه ينبذ العنف ويغلِّب قوة المنطق على منطق القوة.» كما أثنى على الاستثمار في تنمية الذكاء وخدمة الإبداع قائلا:» التنافس في خلق الذكاء وتنمية العقول وابتكار المعرفة وعلاج الأطفال وإشباع البطون الجائعة وإنشاء المدارس والمصانع والمراعي والمباني والأماني خير وأبقى… فلمثل هذا فليتنافس المتنافسون، ولكم من أهل المعرفة وقادة الفكر الدعم والمساندة.»

ونوّه الأمين العام للجائزة حسن النعمة بمضاعفة ميزانيتها من مليون إلى مليوني دولار وتعدد حقولها وتباين ميادينها لتصب في روافد إنسانية جمّة تتلاقى فيها منعطفات الحضارات الإنسانية في بناء ثقافة السلام.

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *